*هل هناك احتمال لتدهور علاقتنا مع بعض الدول العربية كما حدث في حرب الخليج؟
لا أعتقد ذلك.
حرب الخليج كان فيها استقطاب حاد ومطالب باتخاذ مواقف محددة، وتولاها الرئيس الأسبق في مصر وأظهر السودان كأنه لا يريد التعامل مع الخليج.
هناك محاولات لم تفلح لإدخال السودان في ذات المربع القديم.
*الاستقطاب الإيراني السعودي لا يقل شراسة؟
-ابتسم-
إن سمعت وزير الخارجية السعودي قبل أيام وهو يتحدث عن دعوة لنظيره الإيراني وأنهم على استعداد لطي الماضي والخلافات العالقة ومعالجة الخلافات لغيرتم رأيكم.
*ما هو السبب المركزي في توتر العلاقة مع المملكة العربية السعودية؟
تظن السعودية أن السودان يتعامل مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ويدعمهم، ولديها اهتمام بما يجري في مصر وبما يجري في داخلها.. قلنا لا علاقة لنا بالتنظيم الدولي للاخوان ،وهولم يستطع أن يستقطب السودان إلى جانبه. السودان كان آخر دولة زارها مرسي.
*(مقاطعة)
هذا لا ينفي وجود تقارب فيما بينكم على الأقل على المستوى الفكري؟
لا أعتقد أن التعاطف يعني التنسيق والرضا بالمواقف المعلنة.
*ألا يوجد بينكم وبين إخوان مصر اتصالات؟
-بحسم-
لا يوجد اتصال، بل إننا في كثير من الأحيان قدمنا لهم نصائح لم يؤخذ بها.
*هل تمت استضافة لأي رمز من رموز الإخوان؟
إطلاقا.
*هناك إشارة وردت في الصحف حول استضافتكم لداعية مصري ينتمي للاخوان؟
قبل أسبوع قال لي وزير الخارجية المصري إن هناك معارض مصري وصل السودان، فسألته عن اسمه؟ فأجاب أنه لا يتذكر، فقلت له إن مصر تتذكر معارض واحد حال وصل السودان ولا تتذكر مئات المعارضين الذين ينتمون لمجموعات مسلحة تحمل السلاح ولديهم مقرات آمنة يرعاها جهاز الأمن والمخابرات وترعاها الدولة ولديهم كامل الحقوق في إقامة الندوات واتخاذ المواقف السياسية.
*لماذا لم تتعاملوا مع المصريين بالمثل؟
لأن السودان ظل دائما يحترم الموقف السياسي من مصر، وأعلنا مرارا وتكرارا أننا لن نكون منصة تنطلق منها أي أضرار نحو مصر، وحقيقة السودان خالٍ من أي رمز من رموز المعارضة المصرية.
*هل مصر ضمن منصات المعارضة السودانية؟
ليست هنالك معسكرات أو أعمال عسكرية إنما معارضة مسلحة موجودة على الأرض وفي أوغندا موجودة، لكن رموزها موجودة في مصر.
*هل خاطبتم السلطات المصرية بشكل مباشر؟
طالبناهم عشرات المرات وطلبوا منا الأسماء، وكتبنا مئات الأسماء وكررناها عشرات المرات، وكمال حسن علي يعلم هذا الملف تماما. حتى أنهم طالبونا بالمواقع وحددنا لهم الفلل والشقق التي يقيمون فيها، ونعلم تماما مَن مِن أجهزة المخابرات يتعامل مع هؤلاء.
ومع ذلك، تتهم أنت الإعلام المصري أنه السبب في تأجيج التوتر بين الخرطوم والقاهرة؟
أنا لم أقل ذلك، ذكرت بعض أجهزة الإعلام، وفي تقديري كثير من أجهزة الإعلام المصرية لها تقدير للسودان وتحترم خيارها، وكان أصوب خيار أن نقول حول ما يحدث في مصر أنه شأن داخلي وللمصريين كامل الحق في اختيار رئيسهم.
*تتحدثون عن ضغوط حول سد النهضة؟
هنالك ضغوط علينا، وزير الداخلية المصري يقول إنهم يواجهون تهديدا أمنيا من الجنوب، فأي جنوب يقصد؟
*هل هناك تحركات عسكرية في منطقة حلايب؟
لا. لا يوجد تحركات، هناك طوافات عادية تقوم بها، حتى السودان يقوم بمثل هذه الطوافات.
*الملفات الحقيقية بين البلدين جامدة؟
نحن حركنا لجان المعابر، وإلى أن انتهت حكومة مرسي لم نفعل شيئا أكثر من توقيع الاتفاق. لكن الواقع العملي تم بعد مرسي. نحن وصلنا مرحلة التحديد العام لفتح المنافذ. عمليا في العلاقات تقدمنا كثيرا.
*البعض يقول إن سفرك كثير من غير جدوى؟
لا أظن أن مهمة وزير الزراعة أن يكون موجودا في حقول الألغام والتصنيع الحربي. أو تكون مهمة وزير الداخلية زيارة العالم. مهمة وزير الخارجية مهمته خارجية، إما في التعامل الدبلوماسي والتمثيل الأجنبي، ولدينا معه تواصل ولقاءات مرتبة، أو أن يكون مشاركة في مؤتمرات دولية ونرى أهمية تواجدنا فيها.
*ماذا عن الزيارات الخاصة التي تقوم بها؟
من يقول ذلك، إنما يتجنى علي كثيرا. إن انتهت الزيارة الرسمية للدولة وهناك وسيلة للعودة من السفر في ذات المساء آتي. الكثيرون يلومونني لأن ما أقوم به مضر للصحة، أنا مثلي مثل الآخرين لا أتعامل كالملوك، لا أغلق غرفتي وأطلب ما أريد إنما أذهب بمفردي. والبعض يستغرب فيَّ. لا أحد يحمل حقيبتي أو يحضر لي الطعام. أنا عادي جدا وأعتمد على نفسي في بيتي وفي عملي. أنا أعلم أن هذه حقيبة سأضعها وأتحول لمواطن عادي.
*استثماراتك عديدة. في أي مجال أنت تعمل؟ وكم هي؟ وأين هي؟ إن لم يكن لديك مانع في الإجابة؟
أولا أنا لست في ضرورة لأتحدث حول ماذا أملك، ولكنني قبل الآن وقبل تولي أي وزارة، وقبل تكليفي كمنسق شعبي كان أكبر اعتراض لي أن هذه المهمة ستمنعني من القيام بواجبي تجاه أسرتي وتجاه الكثيرين في منطقتي الذين أخدمهم منذ فترة، وأعتقد أني رمز سياسي في منطقتي في جنوب شندي ولدي مساهمات في المنطقة، وما فهمته من الرئيس ألا أتوقف عن هذا العمل وبإمكاني أن أوكله لآخرين.
*ألا يوجد استفادة من وضعك؟
على الإطلاق، حتى الأعمال التي كانت تقتضي الاتصال بأي جهة من الجهات طلبت أن يجففوها.
*كم مرة أجريت إقرار ذمة؟
أكثر من مرة أجريت الإقرار وهو موجود لدى وزارة العدل.
*هل تجد حرجا في كشفه أمام الرأي العام؟
إن كانت العدالة تقتضي ذلك فلا أرى ما يمنع، لكن لا أعتقد أي إنسان في هذه البلاد هو متهم إلى أن يثبت العكس. الحديث حول ما أملك وإمكانياتي، أقول إني لم آتي بها من الوزارة.
*هل تصرف على الوزارة؟
لا. في بعض الأشياء التي لي فيها حقوق أتنازل عنها.
*هل تنفق على المؤتمر الوطني؟
أصرف على خدمات في منطقتي لكن ليس على حزب.
*ألا تقوم باستثمارات حزبية؟
أصرف على خدمات في منطقتي وليس على حزب، ولا علاقة لي بما يصرفه الحزب حتى في منطقتنا. أنا نائب دائرة وأحصل على خدمات.
*كيف تنظر إلى حمى الاتهامات وكشف الفساد؟
أعتقد أن في هذه الأشياء تجنٍّ، من يثبت أنه مخطئ فالقضاء والعدل موجود. أنا لا أعتقد أن التشنيع مفيد للبلاد والعباد. المراجع العام يقدم تقريره وللدولة مراجعات مستمرة في بنود الصرف، ومع كل هذه الإجراءات تحدث مخالفات.
*الشائعات حولك كثيرة؟
طالما كنت شخصية عامة وهناك من يريد أن يتكسب أو يسيء ويكون جزءا من متعة اجتماعية فلن أستطيع أن أوقف هؤلاء.
*أكثر شائعة أزعجتك؟
قريبا لم أطلع على المواقع، لكن هناك حديث حول ما أملكه من أموال، وبصورة باتت لا تجد لها معجبين. أما في الوزارة فهناك حديث بأن الوزير يسافر كثيرا ولا يؤدي عمله أو أنه يهمل الوزارة، والجميع يعلم أن بإمكاني تأدية عملي في أي مكان، كما أن الوزارة لا تحتاج لشخص يحمل عصا ويقف على رؤوس الناس.
*ألهذا السبب تسافر كثيرا، حتى تثبت عدم اهتمامك بما يقال؟
إن وجدت حديثا مثل هذا واهتممت به سأتوقف عن تأدية عملي وواجباتي لأن أحدهم لا يعلم ماذا أفعل. بالمناسبة أنا أعلم من يقول أو يكتب هذا. إما لأن لديه دوافع أو غبينة أو لأني منعته جواز سفر دبلوماسي.
*لا زالت الخارجية تدار بعقلية التمكين، وتم قبول عدد من الوظائف الدبلوماسية لأعضاء ينتمون للمؤتمر الوطني؟
لا إطلاقا. أنا من وزارة العدل ولم أفتح بابا لأي أحد أن يحدثنا حول اسم معين. قدموا أناس لوزارة الخارجية وهذه ثاني دفعة نقبلها، هم ثلاثون من السكرتيرين الثوالث، ولم نفتح بابا للحديث عن وساطة. أنا طلبت من اللجنة التي تقوم بالمعاينات أن تؤدي القسم وفي حال اتصل بهم أحدهم أن يبلغوني.
*وهل حدث؟
نعم، حدث وأبلغوني، وأي أحد تم اتصال بشأنه نحن أسقطناه، وإن كان في ذلك تجنٍّ عليهم.
*وما فوق السكرتيرين الثوالث؟
نحن حصلنا على وظائف إضافية، نسميهم خبراء وفيهم عدد السكرتيرين الثواني والأوائل والمستشارين. هناك لجنة التقت بالناجحين وأنا حضرت عددا من المعاينات، ووجهت أسئلة، وبعد اكتمال ذلك، اتضح أن لنا عددا من الناجحين لكن كان هناك ضرورة للسؤال أكثر، واتفقنا مع لجنة الاختيار أن الاختيار يتم لدى وزير الخارجية وأقسم بالله العظيم أني لم أفتح بابا لأحد للحديث معي حول أي شخص، ولم يتم قبول شخص إلا بكفاءة. إن كان هناك ثلاثة أو أربعة من المؤتمر الوطني ونحن لا نعرفهم فهذا لا يعني أن نسقطهم لكي نثبت للشعب السوداني شيئا معينا.
*هناك ثلاثة وزراء للخارجية، ماذا يفعلون؟
طبيعة الملفات في وزارة الخارجية تحتاج لأكثر من وزير دولة مع الوزير، وكانت هناك معاناة بوجود وزير دولة واحد، إن كانت هناك ضرورة للسفر وضرورة للمشاركة في اجتماعات قطاعية أو مؤسسة الرئاسة أو المجلس الوطني، فهذا يدل على أهمية وجودهم. في العادة يتولى وزير الخارجية الملفات السياسية الغربية والأكثر تعقيدا والتي في حاجة لاتخاذ قرار في وقت معين. لكن بالتأكيد وزير الخارجية يفترض أن يكون موجودا في ملفات استراتيجية هامة. في العادة يتم توزيع الملفات بين وزيري الدولة. آسيا والمنطقة العربية ملف وهناك أفريقيا والقضايا الدولية. ملف حقوق الإنسان والبيئة والمياه، وفي العادة تأتي طلبات المشاركة للوزير وهو الذي يحيل الملفات والدعوات.
*هل سيزور رياك مشار السودان؟
أنا سمعت ذلك في الإعلام لا تفاصيل لدي لكن لا أعتقد أن ذلك من المستبعد.
ا هـ
اجري الحوار : رئيس صحيفة السوداني : ضياء الدين بلال ، ولينا يعقوب
smc
الوسوم علي كرتيالخارجية