دانت ايران شطب الاتحاد الاوروبي اسم منظمة "مجاهدي خلق" من قائمة المنظمات الإرهابية، معتبرة أنها "خطوة تتعارض مع الحقوق والقوانين الدولية والالتزامات الواضحة لهذا الاتحاد ازاء المواثيق الدولية المناهضة للارهاب". وأوضحت وزارة الخارجية الايرانية في بيان ان "الاتحاد الاوروبي قام بشطب اسم هذه المنظمة من قائمة المنظمات الارهابية رغم تلطخ ايادي عناصرها بدماء آلاف الابرياء من الايرانيين وغيرهم".

واضاف البيان ان "الخطوة الاوروبية تأتي في وقت لم تقم هذه المنظمة الارهابية بأدنى تغييرات في عقائدها القائمة على بث الفرقة واستخدام السلاح والعنف ولم يغير قادتها من توجهاتهم". وأشار الى ان المنظمة "لم تعلن رسميا انها تركت استخدام الاساليب الارهابية كما انها لم تستنكر اعمالها الارهابية السابقة ومن بينها سلسلة الاغتيالات التي قامت بها ضد الشعبين الايراني والعراقي بدعم من نظام صدام حسين الرئيس العراقي الأسبق"

وتعود القائمة السوداء التي ادرج فيها الاتحاد الاوروبي المنظمات والجماعات الارهابية الى العام 2001 بعد مرور وقت قصير على هجمات الـ11 من أيلول في الولايات المتحدة ومنذ ذلك الحين وهي تخضع للتحديث الدوري كل ستة اشهر وقد ادرجت فيها منظمة "مجاهدي خلق" في العام 2002.

وكانت هذه المنظمة الايرانية المعارضة هي الاولى التي كشفت النقاب عن برنامج ايران النووي السري العام 2002 وقد بدأت نشاطها كجماعة معارضة اسلامية يسارية لشاه ايران الراحل ولها قواعد في العراق.

مجاهدو خلق تحتفل

الى ذلك تظاهر الاف المناصرين للمنظمة امام مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل تعبيرا عن فرحتهم، واعلن المنظمون ان نحو عشرين الف شخص شارك في التظاهرة، في حين قدرت الشرطة عددهم "بحدود الفين". وسارت التظاهرة بهدوء وسط الاعلام الايرانية المثلثة الالوان واعلام منظمة "مجاهدي خلق" الصفراء.

ونقلت على شاشات ضخمة مشاهد التجمعات التي نظمت في معسكر اشرف التابع ل"مجاهدي خلق" في العراق، ونقلت مكبرات الصوت الخطابات التي القاها في المناسبة زعيم المنظمة مسعود رجوي. واوضحت برنيان سرماد عضو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، الواجهة السياسية لمنظمة "مجاهدي خلق"، التي جاءت من فرنسا للمشاركة في هذه التظاهرة "انه عيد للاحتفال بشطب (المنظمة) عن اللائحة" الارهابية.

وعلى غرار رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي التي كان يفترض ان تلقي كلمة في وقت لاحق امام المتظاهرين، اعتبرت سرماد ان الاتحاد الاوروبي ترك منظمة "مجاهدي خلق" لفترة طويلة على لائحة المنظمات الارهابية "مجاملة للنظام" في طهران الخاضع لنفوذ "مجموعات الضغط التي تسرق النفط" الايراني.

وفي حين استأنفت فرنسا حكم محكمة العدل الاوروبية في الرابع من كانون الاول/ديسمبر الذي ارغم الاتحاد الاوروبي على شطب "مجاهدي خلق" عن لائحة المنظمات الارهابية، ابدت سرماد بعض القلق حيال اعادة ادراج المنظمة على اللائحة مستقبلا. وقالت "ان الملف (ضد المجاهدين) فارغ، لو كان لديهم شيء لعرفنا به".

وقال ايراني اخر شارك في التظاهرة ولم يكشف عن هويته انه جاء "للتضامن". واضاف "لقد غادرت ايران منذ 23 عاما، ينبغي التوصل الى ما يطيح بالنظام وان المجاهدين هم المنظمة المعارضة الجدية الوحيدة".