ACTUALITES

الذكاء الاصطناعي والمعلومات المضللة: تحدي الصحافة في أفريقيا


Alwihda Info | Par Koffi Dieng - 21 Octobre 2024



مع تطور الذكاء الاصطناعي بمعدل غير مسبوق، مع كل ما يصاحبه من معلومات مضللة، يواجه الصحفيين تحد غير مسبوق من نوعه في العالم. ولا تعد القارة الافريقية استثناءً من ذلك.

 

وفقًا لدراسة استقصائية أجرتها مؤسسة KnowBe4 في يونيو 2024 في خمس دول أفريقية (بوتسوانا وكينيا وموريشيوس ونيجيريا وجنوب أفريقيا)، فإن 84% من الأفارقة يحصلون على الأخبار مباشرة من شبكات التواصل الاجتماعي. مما يجعل الناس عرضة للمعلومات المضللة. ووفقًا لآنا كولارد، نائبة رئيس هذه الشركة، فإن” الانتشار السريع للمعلومات الكاذبة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتزايد إمكانية الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي يتيح حملات تضليل فعالة للغاية وغير مكلفة“.

 

يعتبر التضليل الإعلامي في أفريقيا مصدرا رئيسيا لزعزعة الاستقرار في البلدان التي تمر بأزمات بل ويتخذ منحىً خطيرًا مع الذكاء الاصطناعي. ففي محاولة لإلحاق الضرر، من بين أهداف أخرى، تميل الحملات الدعائية على شبكات التواصل الاجتماعي التي تستخدم الذكاء الاصطناعي الآن إلى التأثير على نتائج الانتخابات والتلاعب بالرأي العام. وفي أفريقيا، تُعد العديد من الدول التي شهدت انقلابات في أفريقيا، مثل دول تحالف دول الساحل، أو أزمات ما قبل الانتخابات أو بعدها، مثل السنغال وتشاد، خير مثال على ذلك.

 

من الناحية العملية، في أفريقيا وفي بقية العالم، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في توليد معلومات خاطئة وتغذية حملات التضليل المقنعة التي تستهدف الجماهير. كما أنه يمثل أداة رئيسية للمجرمين الذين يسعون إلى تقليد وسائل الإعلام ذات المصداقية. من روبوتات الدردشة والتزييف العميق الى المكالمات الآلية، لا يدخر أي جهد للتلاعب بالرأي العام. وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية حول أفريقيا، تضاعفت هذه الحملات للتلاعب بأنظمة المعلومات الأفريقية أربع مرات منذ عام 2022.

 

إن الأرقام التي قدمها مركز الدراسات الاستراتيجية حول أفريقيا مثيرة للقلق:” ما يقرب من 60% من حملات التضليل التي تُجرى في القارة السمراء ترعاها دول أجنبية، حيث تعد روسيا والصين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر الرعاة الرئيسيين“. ويحدد المعهد روسيا بأنها” مسؤولة عما يقرب من 40% من جميع حملات التضليل في أفريقيا، حيث تصل إلى عدة ملايين من المستخدمين من خلال عشرات الآلاف من الصفحات والرسائل المزيفة المنسقة“.

 

مبادرات الحواجز

 

وظهرت مبادرات أخرى للذكاء الاصطناعي لمواجهة هذا الجانب الضار للذكاء الاصطناعي. وتشمل هذه المبادرات ”AI + Fact-Checking“، التي تتحقق مما إذا كان النص قد تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، و”deepware“، التي تكتشف التزييف العميق. كما طرحت جوجل أيضًا سلسلة من الأدوات للمساعدة في التحقق من جودة المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي (سواء الصور أو النصوص).

 

كما تم تطوير العديد من المبادرات المحلية من قبل الصحفيين الأفارقة للتعامل مع خطر الأخبار المزيفة، سواء تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أم لا. وتُعد مبادرة Africa-Check مثالًا لنموذج ناجح للتحقق من الحقائق في أفريقيا. بالإضافة إلى عملها في تدقيق الحقائق، توفر وسيلة العلام هذه أيضًا تدريبًا للصحفيين في جميع أنحاء القارة. ففي يومي 18 و19 سبتمبر 2024، تم تدريب حوالي عشرين صحفيًا تشاديًا على مفهوم التضليل الإعلامي وتقنيات تدقيق الحقائق.

 

أخيرًا، على الرغم من التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي، إلا أنه ينطوي على إمكانات هائلة للابتكار والتأثير في الصحافة الأفريقية.


Dans la même rubrique :