ACTUALITES

اللغة العربية فريسة لرؤساء الأحزاب الأرابافون :


Alwihda Info | Par Alwihda Info - 14 Juin 2011



فاللغة العربية في تشاد تمرحلت بعدة مراحل ، أهمها :

المرحلة الأولى : قامت على يد أصحاب الخلاوي والكتاتيب القرآنية ، ولا أحد ينكر ذلك .

المرحلة الثانية : اعتراف ثورة  ( فرولينا  ) باللغة العربية ، وجعلها اللغة الرسمية للدولة ، كما نصته في دستورها .

المرحلة الثالثة : دعم الاستعمار لها بضم رجال الخلاوي إلى مدارس نظامية ، وأخذهم رواتب على حساب الدولة ، كخطوة سياسية ترغيبية ، وبالتحديد مدرسة : ( أم سيوقو ) ، بالإضافة إلى فتح مدرسة مزدوجة : ( فرنكو آراب ) بأبشة ، كحل نسبي لبعض المشاكل السياسية الدموية آن ذاك . 

إضافة إلى أن دولة الرئيس فرانسوا أنقرتا تنبلباي معترف بها في دستوره كلغة ثانية للدولة .

المرحلة الرابعة : الثورة الطلابية التي قامت على أكتاف الشباب الذين كانوا طلابا في المركز الإسلامي للملك فيصل ، عام 1986م في عهد الرئيس :  حسين حبري .

وقد دفعوا هؤلاء الشباب الثمن الباحظ ، وفي وقت الدكتاتورية قد كشَّرت أنيابها ، دفعوا الثمن ومن غير خوف ولا وجل ، أذكر منهم :

أبيض آدم يونس ، وكان رئيسا للاتحاد في ذلك الحين 

آدم أبوبكر إدريس

محمد صالح سليمان

محمد عبد الحكيم دوتم

موسى عبد الرحمن

أبوبكرٍ عبد الرحمن

عبد الرحيم يونس

عبد الرحمن جبرين

محمد علي التياري

محمد عبد الله إسماعيل

النجيب محمد الأمين

واستغرقو (  45 يوما )  في السجن .

بهؤلاء الشباب اعترف الرئيس : حسين حبري  في قرار رئاسي باللغة العربية كلغة ثانية للبلاد ، وفتح قسم الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة تشاد ( جامعة أنجمينا حاليا ) .

 

فبهذه المراحل ، وبهؤلاء الرجال الأفذاذ أصحاب المبادئ القيمة   ـ الذين افتقدناهم الآن ـ  أصبحت اللغة العربية نبراسا للوطن التشادي ، لا بكم أصحاب الأحزاب ، أصحاب السيناريوهات ، جعلوها فريسة لهم ، يمتطون سفينتها من أجل الوصول إلى أهدافهم الخاصة ، وخاصة عندما تسمعون كلمة : اللغة العربية على لسان النظام الحاكم ،  يدقون الطبول ويعزفون الأوتار  مساندة لذلك كما فعلوا ذلك عدة مرات ، ظنا منكم أنها ستكون أفضل وأدق ورقة سياسية تتلاعبون بها  متى ما شئتم ، وكيفما أردتم على حساب الشعب التشادي المخدوع من جهة نظامه ومساوميه ، يكفي أن اللغة العربية فرضت وشمخت كالجبل منذ زمن بعيد ، فهي كفيلة بحماية نفسها بنفسها . .

أم نسيتم المؤتمر الوطني عام : 1993م ، وقد تكفلها ورسمها في الدستور .

كما لا ننسى  الأفاعيل التي فعلتها في إحراق الورقة السياسية للرئيس (  قوكيني وداي )  في المؤتمر الوطني حين قال قولته المشهورة فيها ، مما جعله يضطر أن يخرج سبحته ويرفعها ويقول : أنا مسلم .... الخ .

 

 

ومن ذاك الوقت لن يخلو نظام من غير أن يقدم اعترافه الكامل باللغة العربية ، لغة الضاد التي ليست حكرا على أحد.

ولم ننس دور الرجال الذين ساهموا في تأسيس :  جامعة الملك فيصل ، ولا سيما الدور الفعال الذي قامت في تكوين  الكوادر الأفذاذ الذين ملئوا الساحة الثقافية ، والعلمية ، والأكاديمية ، والتي عمت ربوع البلاد ومن ثم  ، عقد المؤتمرات ذات المستوى العالمي ، مما جعل للغة العربية أن تجلس على كرسي شامخ من ذهب ، ومن غير سمسرة ولا تدليس .

فأرجو من رؤساء الأحزاب الديمقراطية وأعني ( الآرابافون )  منها ، أن لا يمتطوا سفينتها من أجل الوصول إلى مصالحهم الشخصية ، التي لا تمت للشعب التشادي بشيء الا خيبات آمال . .

لأن الكل يعرف : كيف ؟ ومتى ؟ وأين ؟ ولماذا ؟ تمرحلت اللغة العربية في هذا الوطن العريق الفسيح ، والذي دفع بأبنائه في سبيلها إلى التضحية والفداء حين لا مستقبل لها ، ولا إعدادية لها ، ولا ثانوية لها ، ناهيك جامعة أم كلية .

أولئك لا كالذين دفعوا بأبنائهم من المدارس العربية الآن إلى المدارس الفرنسية ، ولم يبرهنوا يوما عجزهم التام أمام الواقع آن ذاك ، لأن لهم حق الوفاء مع اللغة العربية .

 

فعجبا لكم يا قادة الآرابفون ! ! !

فكيف تمتطون سفينة اللغة العربية ، ولا تحبونها لأبنائكم ؟ فهذا أمر عجب ، في جمادى أو رجب ! ! !    

فان أردتم خدمة اللغة العربية ، يمكنكم ذلك ، ولكن من غير الاضطرار إلى :  التدليس ، والمراوغة ، إن لم يكن سمسرة ، وغض الطرف عن الحقائق السياسية الجارية الآن ، والتي تشيب الرأس وتندي الجبين .

فأرجو منكم يا أصحاب ! لا تعتبروا الشعب التشادي يعيش في ظلمات بعضها فوق بعض ، أم تظنون أنهم يعيشون في لجي يغشاه موج من فوقه سحاب ؟  لا ،  ثم لا  ، يجب أن تحيا ضمائركم ، وتصفى عقولكم ، وأن تجروا الحماس والجرأة في عروق دمائكم .

لأن اللغة العربية بطبعها ، لغة الجرأة والشجاعة والحماس .

لغة تجري في الدماء ، وتخاطب العقول ، بل جميع الحواس ، ولن يعيش معها الضمير الميت ، والقلب الجبان ، والطمع ، والجشع ، والجري وراء المصالح .

 

الأستاذ / محمد طاهر عبد القادر

 


Dans la même rubrique :