يطلق عليهم تسمية الأطفال "المهاجرون" أو "الطالبة" ويتواجدون في كل البلدان ذات الأغلبية المسلمة في منطقة الساحل. في تشاد، عضو من بلدان المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل التي تواجه ظاهرة الإرهاب، يمثل المسلمون أكثر من 52٪ من السكان.
في "أبيشي"، كما هو الحال في المدن الكبرى التشادية، نلاحظ الشوارع ممتلئة قاصرون ينخرطون في بعض الممارسات كحمل سلال النساء إلى السوق لجني بعض القروش. غير أنه كان من الضروري أن يكون الأطفال في أماكن تعلّمهم التي تسمى باللغة العربية "مدرسة"، حيث يتعلمون القرآن الكريم أو العلوم الإسلامية. ويتضح جليا أن هؤلاء المتعلّمين، الذين يطلق عليهم اسم "المهاجرون"، يتواجدون كل يوم في الشوارع والأماكن العامة والمطاعم أو حتى يبحثون عن وضع أحف لصالحهم مما يعيشونه يوميا.
ما الذي يدفع هؤلاء الأطفال إلى املاء كل هذه الأماكن؟ أوضح بعض الأطفال الذين قابلناهم أنهم أجبروا على الانخراط في هذه الممارسات المريرة بسبب الجوع، لأن المدرسين يجبرونهم عن اعطائهم مبلغًا من المال في نهاية اليوم. يدعي بعض المدرسون أن ارتفاع عدد الأطفال يمنع بعضهم من رعاية الجميع. أما الآباء من جانبهم، لا يفكرون بالكاد في نسلهم. من بين هؤلاء الأطفال أيتام وأطفال تخلى عنهم آباؤهم طواعية وتم تسليمهم إلى المدرسين لتدريبهم بل ويسيئ هؤلاء معاملة الأطفال لدرجة تقييدهم بحجة أنهم عنيدون.
يصبح الطفل غير المتعلم خطرًا على المجتمع وعلى البلد لأنه يمكن أن يكون سريعًا فريسة للأشخاص ذوي النوايا السيئة. لذلك يجب على الآباء تحمل مسؤولياتهم، ولكن في المقام الأول، يجب على الدولة تنمية بلد أساسه التعليم. ترحب بعض البلدات بالأجانب الذين فروا من الحرب بحثًا عن ملاذ في تشاد. يذهبون للتسول طوال اليوم. يجب على شركاء بلدان المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل دعم البلدان المعنية من خلال الاستثمار.
إنّ إصدار قوانين ضد إساءة معاملة الأطفال لا يوفر حلولاً أساسية. في نهاية المطاف، سيكون من الحكمة لدول المنطقة، ولا سيما تشاد، تنظيم مراكز التعلم ، ثم التحكم في التعليم المقدم لتجنب الانزلاقات الايدولوجية. وأخيرا، هل يجب نقل المراكز الموجودة في المدينة لتجنب التسول؟ يبقى هذا الحل جديرا للدراسة.