وهج القمر وانبلج الصباح وعدينا العدة ، وشربنا شاي الصباح ممزوجا بلبن الغنم ، مستغلين سيارتنا رباعية الدفع، لنترك وراءنا مدينة قريضة مدينة الجمال والطيبة ، مدينة البرد الرطب والمناخ المعتدل ، نقية طاهرة تلمع تحت أشعة الشمس الصباحية ، لنتجه نحو الشرق نحو مدينة طينة التشادية التي يلقبها أهلها بطينة (جقرباء). فمررنا بمدن وقرى قبل ان نصل مثل : مدينة موديري ، حيث الوديان ، ثم مدينة دوكووبا (أم نبق) التي تضم مخيمات اللاجئين والحدائق الصيفية الكثيرة ، فارتحنا فيها قليلا فقصرنا وجمعنا الظهر والعصر، ثم اتجهنا إلى مدينة ( مايبا ) والتي تبعد ثلاثين 30 كيلومترا من طينة فاستقبلنا أهلها بحفاوة ودلونا على الطريق الذي يوصلنا إلى طينة ، وقلنا ( فلما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي ان يهديني سواء السبيل ) صدق الله العظيم .
تابعنا طريقنا متوجهين نحو طينة في الحدود التشادية السودانية ، وعندما اقتربنا من مشارف المدينة جاءتنا أصوات ذات أصداء يتردد صداها في الفضاء بسبب الازدحام والحركة لتقول لنا المدينة ، يا مرحب بالضيوف أنتم هنا أنتم في طينة المزدحمة المأهولة بالسكان أنتم في المدينة التجارية .
وعند دخولنا واجهتنا بوابة فخمة من حديد مقوسة اعتلتها كتابة عريضة بالخط العربي والفرنسي 《 مدينة طينة جقرباء ترحب بكم *أدخلوها بسلام آمين.
وبمجرد أن تجاوزنا البوابة ، دخلناها وهي كما أسلفنا مدينة مأهولة بالسكان واسعة الشوارع عالية البنيان ، متناسقة بهندسة بديعة ، ذات المحلات التجارية الكثيرة .... ، وعندما توسطناها ، وجدنا مسجدها الكبير ذو القبب الخضراء الكبيرة ، ورانت على أنفسنا الطمأنينة والسلام وطار التعب دفعة واحدة، وهو مسجد طويل مستطيل الشكل بجواره السوق الكبير الذي عندما دخلناه لم نصل إلى حده ، ورأينا ما رأينا من العجائب ، وان السواد الأعظم من سكان المنطقة يزاولون مهنة التجارة، أي تجارا ، رجالا ونساء شيبا وشبابا ، وهم أهل صلاح وتقوى، تعلو على رؤوسهم العمائم الضخمة (الكدمول) ، وطينة كباقي المدن التشادية هادئة وجميلة ، وليس كما صورها لنا البعض بأنها مدينة الطلقات النارية الكثيفة، وان قاطنيها أناس متخلفون نسبيا . وهؤلاء أي سكانها، فهم كافة مكونات الشعب التشادي القادمين من كل الولايات ، سود وحمر وثمر ، يتحدثون لغات ولهجات مختلفة ، الكل يحب الحياة وينهل منها حسب طاقته وحاجته من الأكل والشرب واللباس ،وكأنها العاصمة (أنجمينا) .
ومن عجائب سوقها ، بأن كل البضائع المعروضة بخس ثمنها ، فدفعنا بأن نشتري ما لذ وطاب من هدايا وبطانيات وطحنية وملابس شتوية وغير ذلك .
وعند رجوعنا للبيت تمت ضيافتنا بصدر رحب، وتم ذبح الأكباش السمينة وهي ذات لحوم وشحوم ، وذلك طوال تواجدنا في المدينة .
تابعنا طريقنا متوجهين نحو طينة في الحدود التشادية السودانية ، وعندما اقتربنا من مشارف المدينة جاءتنا أصوات ذات أصداء يتردد صداها في الفضاء بسبب الازدحام والحركة لتقول لنا المدينة ، يا مرحب بالضيوف أنتم هنا أنتم في طينة المزدحمة المأهولة بالسكان أنتم في المدينة التجارية .
وعند دخولنا واجهتنا بوابة فخمة من حديد مقوسة اعتلتها كتابة عريضة بالخط العربي والفرنسي 《 مدينة طينة جقرباء ترحب بكم *أدخلوها بسلام آمين.
وبمجرد أن تجاوزنا البوابة ، دخلناها وهي كما أسلفنا مدينة مأهولة بالسكان واسعة الشوارع عالية البنيان ، متناسقة بهندسة بديعة ، ذات المحلات التجارية الكثيرة .... ، وعندما توسطناها ، وجدنا مسجدها الكبير ذو القبب الخضراء الكبيرة ، ورانت على أنفسنا الطمأنينة والسلام وطار التعب دفعة واحدة، وهو مسجد طويل مستطيل الشكل بجواره السوق الكبير الذي عندما دخلناه لم نصل إلى حده ، ورأينا ما رأينا من العجائب ، وان السواد الأعظم من سكان المنطقة يزاولون مهنة التجارة، أي تجارا ، رجالا ونساء شيبا وشبابا ، وهم أهل صلاح وتقوى، تعلو على رؤوسهم العمائم الضخمة (الكدمول) ، وطينة كباقي المدن التشادية هادئة وجميلة ، وليس كما صورها لنا البعض بأنها مدينة الطلقات النارية الكثيفة، وان قاطنيها أناس متخلفون نسبيا . وهؤلاء أي سكانها، فهم كافة مكونات الشعب التشادي القادمين من كل الولايات ، سود وحمر وثمر ، يتحدثون لغات ولهجات مختلفة ، الكل يحب الحياة وينهل منها حسب طاقته وحاجته من الأكل والشرب واللباس ،وكأنها العاصمة (أنجمينا) .
ومن عجائب سوقها ، بأن كل البضائع المعروضة بخس ثمنها ، فدفعنا بأن نشتري ما لذ وطاب من هدايا وبطانيات وطحنية وملابس شتوية وغير ذلك .
وعند رجوعنا للبيت تمت ضيافتنا بصدر رحب، وتم ذبح الأكباش السمينة وهي ذات لحوم وشحوم ، وذلك طوال تواجدنا في المدينة .
فطينة جقرباء هي مدينة مترامية الأطراف واسعة الشوارع تنتهي عند نهر يسمى ب(أبو سند) بضم السين ، وهو النهر الذي يفصل بين طينة التشادية وطينة السودانية، التي زرناها هي الأخرى في يومنا الثاني تطبيقا للمثل الشائع لدى أهالي المنطقة ( زول كان جاء طينة تشاد وما فات طينة سودان ده ما سوى شيء ) بالعامية التشادية، وأثناء زيارتنا لها قابلنا الضابط الإداري والذي يسميه أهالي المنطقة بالمدير التنفيذي للمحلية والذي رحب بنا واكرمنا بالضيافة وقال لنا كلمته الجميلة انتم في بلدكم الثاني، وأن الشعب التشادي والسوداني كالجسد الواحد.
ففي اليوم الثالث ، وعند منتصف النهار حزمنا أمتعتنا ورتبنا الهدايا في أمكنة أمينة، وأخذنا طريق الرجوع وهو ليس الطريق الذي مررنا به سابقا ، بل هو طريق إيريبا الجميلة ، ومنذ خروجنا من طينة لم نجد سوى مواكب الإبل والأغنام ، والأبقار ،(الثروة الحيوانية) التي تسخر بها بلادنا تشاد ، إلى حين دخولنا إيريبا، وعند دخولنا واجهنا قصر كبير ، سألنا لمن هذا القصر الجميل ابيض اللون ، فقالوا لنا ، إنه قصر السلطان، قصر سلطان دار كوبي ، وبعد ذلك قصرنا وجمعنا ، واتجهنا إلى من حيث أتينا.
جربوا كتابة رحلاتكم ، ولو كانت مجرد أمتار قلائل ، حتى نعرف كل شبر عن بلدنا تشاد الحبيبة.