نيور: بائع صغير يقطع المسافات لتحقيق أحلامه ودعم أسرته

 كانت الساعة تشير إلى 12 ظهراً، والسوق الصغير في مرسال، وهو حي يقطنه غالباً أفراد الطبقة العاملة ويقع ضمن الدائرة السادسة من العاصمة نجامينا، يعج بالنشاط. في أحد الأزقة، ينشغل أصحاب المتاجر ببيع بضائعهم للزبائن العابرين. على جانبي الشارع، يتوافد الباعة من مختلف الأعمار، يحملون بضائع متنوعة مثل الحلويات، الإكسسوارات الإلكترونية، الملابس المستعملة، الخضروات، والفواكه.

من بين هؤلاء الباعة، يظهر “نيور”، البالغ من العمر 15 عاماً، يحمل حقيبته ووسيلة مليئة بإكسسوارات الهواتف (شواحن وحافظات وغيرها). يعمل “نيور” في التجارة منذ أربع سنوات، وخاصة خلال عطلة المدرسة. ينتمي إلى أسرة مكونة من سبعة أطفال (أربعة أشقاء وثلاث شقيقات)، والده متقاعد ووالدته ربة منزل.

“نيور” يقطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام من حي كوندول، الذي يبعد حوالي 20 كيلومتراً عن نجامينا، إلى أسواق العاصمة. في البداية، كان يبيع السجائر، لكنه ترك هذا العمل لأنه لم يكن مربحاً بما فيه الكفاية. ساعده الدخل الذي يجنيه من عمله الحالي في الالتحاق بالمدرسة وشراء مستلزماته الدراسية. وعلى الرغم من كونه الأصغر في الأسرة، لا يتردد “نيور” في استخدام دخله لدعم والديه.

يقول “نيور”: “يسمح لي هذا العمل بالذهاب إلى المدرسة وإعالة والديّ أيضاً.” هذا ما يجعل والديه فخورين به.